الضع السياسي في العالم العربي

الوضع السياسي فـي العالم العربي

لا يمكن فصل الوضع السياسي عن الأوضاع الأخرى وبخاصة في العالم العربي، ومع أن العالم أصبح قرية إلا أن خصوصية ما يجري في البلاد العربية والاسلامية واضحة فالحروب عندنا في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال.

وجملة ما يعرض من أخبار على كافة القنوات العالمية يكون نصيب الأسد منها للعالمين العربي والاسلامي وحينما تذكر الدول الأخرى فربما ذكرت لزلزال أو بركان أو حيتان نافقة أو رياضة أو اوسكار أو تصريحات لقادة سياسيين.

إن حالة من الركود السياسي عندنا في البلاد العربية والإسلامية باتت واضحة،فعلى صعيد الأنظمة الحاكمة لا يزال أغلب هذه الأنظمة يسير نحو المجهول.

الأنظمة الملكية أعطت استقراراً في هذا الجانب، أما الدول الأخرى فتسير نحو المجهول لأن المؤسسية غائبة وحالة الاستقرار ليست صحيحة بل ناجمة عن المعادلات الخارجية.

وعلى صعيد الأحزاب فقد صارت الأحزاب العربية دكاكين محنطة تحمل إرث الماضي التاريخي وتبحث عن الهوية وبخاصة تلك الأحزاب ذات النظرة الشمولية والتي أصابتها الصدمة من التراجع الفكري والعولمة وابتعاد الناس عن الشعارات..

وعلى صعيد الناس فقد صارت الغالبية العظمى لا يهمها ما يجري لأنها تعتقد أن همها الأول هو الهم المعيشي اليومي في ظل التضخم وارتفاع الأسعار والمسؤوليات الشخصية لا تسمح لهم بالتطلع خارج هذا الإطار بعد سلسلة الإنتكاسات التي يرونها على الساحة الفلسطينية والعراقية وغيرها.

لم تلاحظ هذه الجماهير اطروحة حزبية واقعية تلتف حولها وتدافع عنها وتتبناها وتضحي لأجلها.

إن هذه الحالة من اللامبالاة حتى عند النخب جعلت الوضع غاية في السوء، مما دعا حتى هذه النخب أيضاً للإلتحاق بركب البحث عن المصلحة الشخصية بدل المصلحة العامة، وصار الفهلوي هو الذي يحصل على شيء، أو يدبر نفسه وشؤونه.

إن المسؤولية يجب أن تكون جماعية، تبدأ من تقديم الصالح العام على الخاص، واستشعار هذا الأمر وغرسه في الأجيال، لأن (الأنا) أمر خطير قد يعصف بكل المصالح الحقيقية والمبدئية.

نريد حلاً من المعنيين من المسؤولين والنخب الأحزاب لنقف في صف متراص كي نحمي وطننا وأجيالنا قبل فوات الأوان.ئ؟