... لا تغضب ...

لا تغضب

لن اغضب ولن اثير اعصابي لسبب لا يستحق ان اخسر لاجله صحتي او.. صديقي او.. اعز احبابي ! يجب ان اعد للعشرة حتى امسك نفسي فماذا يفيد الغضب؟ وماذا نجني من بعده الا العطب؟ في الصحة والعلاقات الانسانية؟ هذه العقلانية ندركها جميعا وهذه نصائح يجب ان نتجمل بها ،و لكن هناك ( لحظات) غضب يقف لنا فيها الشيطان بالمرصاد هو وجنوده على اهبة الاستعداد ليجعلنا نستشيط غضبا يكاد يذهب بعقولنا ويدمر الاليات المهمة في بنية اجسادنا وتركيبها ويحرمنا من نعم الاشياء الجميلة التي حولنا نغضب لحظات ،لكن هذه اللحظات خناجر تترك اثارها بصمات اذى على صحتنا التي هي اهم من كل قصص الغضب والحزن والعتب حالة الغضب لسعة من الشيطان ومعظم حالاته تسبب اذى دائما يرافقنا مدى العمر بشكل مرضي دائم ؟ لان اجسادنا في زمننا هذا اضعف من ان تتحمل ما تحملناه سابقا فقد اصبح الغضب في عصرنا: قتل للنفس..وانتحار..! موقف عادي جدا ممكن ان يصادفه كل واحد منا اثار غضبي اكثر مما يستحق ،لكنه نال مني هذه المرة فلم اشعر الا بالدم الحار يصعد الى راسي وشعرت بيدي تخدرت ولا تقوى على الحركة ووخز في صدري ودوار، ادركت لحظتها اني هالكة فاخذت اكلم نفسي واواسيها واعاتبها :الهذا السبب اهلك نفسي؟ فعلى الاقل أهلكها لسبب يستحق الهلاك..! واكتشفت ان الصحة في وقت من الاوقات لا تحتمل كسابق عهدها،وانه لا يوجد في الدنيا سبب واحد يستحق ان ارمي لاجله بنفسي الى الهلاك ؟او الى جلطة او شلل جسدي لا سمح الله ،وتذكرت ان معظم حالات الموت المفاجيء التي استطعنا ان نعلمها والتي لم نعلم كان سببها غضبا أوهزه عصبية اثارت غضبهم ولم تتحملها اجسادهم وصحتهم وبما ان الغضب ممكن أن يفاجئني حملت مسبحة ووضعتها عقدا في رقبتي كلما تعرضت لشيء يستثير غضبي امسك بخرزاتها كي لا اترك للشيطان فرصة فاذكر الله و اطلب الصبر الجميل وبالله المستعان،فيجب ان نتعود أن نملك أنفسنا قبل ان يتملكها الغضب بذكر الله ولا حول ولا قوة الا بالله ( ليس الشدبد بالصرعة انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) القى سيدنا موسى كليم الله عليه السلام الالواح واخذ برأس اخيه يجره عندما غضب على قومه قال تعالى: (ولما رجع موسى الى قومه غضبان اسفا قال يا قوم بئسما خلفتوني من بعدي اعجلتم امر ربكم والقى الالواح واخذ برأس اخيه يجره اليه قال ابن ام..الى ..اخر الاية الكريمة ) سورة الاعراف (ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون)صدق الله العظيم فلنملك نفوسنا ونستدرك الامور ونسكتها عن الغضب ونعودها ذكر الله بايمان صادق ونروضها على التروي والصبر والتحمل ونتذكر ما سيلحق بنا من اذى فلحظة غضب تدمر اجمل الاشياء في حياتنا وتحرمنا من نعم الله علينا ..!