... السعادة والقدر ...

من طرف **أشـــرقــــت** الأحد يوليو 12, 2009 1:02 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

القدر هو الركن السادس من أركان الإيمان ؛ ولايصح إيمان عبد حتى يؤمن بالقدر 0

وفي الصحيحين عن علي رضى الله عنه قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد فاتانا رسول الله

صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ؛ ومعه مخصرة ؛ فنكس فجعل ينكت بمخصرته 0

ثم قال : (( ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار ؛ وإلا وقد

كتبت شقية أو سعيدة ))

قال : فقال رجل : يارسول الله : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :

اعملوا فكل ميسر ؛ أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ؛ وأما أهل الشقاوة

فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ: (( فأما من أعطى وأتقى 0 وصدق بالحسنى

فسنيسره لليسرى ( وأما من بخل وأستغنى ؛ وكذب بالحسنى؛ فسنيسره للعسرى ))0

قال إبن القيم ؛ رحمه الله : إتفقت الأحاديث الواردة في هذا الباب على أن القدر

السابق لايمنع العمل ؛ ولا يوجب الأتكال عليه ؛ بل يوجب الجد والإجتهاد ؛ ولهذا

لما سمع بعض الصحابة ذلك قال ماكنت أشد إجتهادا مني الآن

وهذا يدل على جلالة فقة الصحابة ؛ ودقة أفهامهم ؛ وصحة علومهم ؛ فإن النبي

صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالقدر السابق وجريانه على الخليفة بالأسباب والعبد

ينال ماقدر له با لسبب اوصله إلى القدر الذي سبق له في أم الكتاب وكلما زاد

إجتهادا في تحصيل السبب كان المقدور أدنى إليه ؛فمن عطل العمل إتكالا على القدر

السابق ؛ فهو بمنزلة من عطل الأكل والشرب والحركة في المعاش وسائر

أسبابه إتكالا على القدر

وصلى الله عليه وسلم