هل تراجعت إدارة اوباما عن موقفها ؟؟؟

هل تراجعت ادارة اوباما عن موقفها؟

دعوة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية الدول العربية الى تطبيع علاقاتها مع اسرائيل تمهيدا لتحسين ظروف التسوية تستحق التوقف عندها والتدقيق في اغراضها..

وكان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل قد اشترط تطبيع العلاقات بين الدول العربية والدولة العبرية مقابل تجميد مؤقت للاستيطان الذي اعتبرته كلينتون تحد صعبا لاسرائيل!! الوزيرة الامريكية تدعو الدول العربية الى تطوير مبادرة السلام العربية باعتبارها ايجابية ولكن غير كافية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية !! اللافت ان الوزيرة الامريكية قد وجهت دعوتها للدول العربية بعد الاعلان الاسرائيلي عن اخراج القدس الشريف من اطار الحل السياسي من خلال مخطط لهدم ''6'' الاف منزل فلسطيني ..

وبعد الاعلان عن اعادة بناء مستوطنة جديدة شمالي الضفة الغربية كان قد جرى اخلاؤها عام ''2005'' وتسميتها :''اوباما''!! وهنا نتساءل : هل يمكن اعتبار ادارة اوباما انها تراجعت عن موقفه الذي اعلنه في خطابه المجلجل ولا نقول المدوي في القاهرة او في خطابه المدوي فعلا في تركيا ؟!.

ام ان اوباما قد ادرك بعد لقائه مع نتنياهو ومع عدد من قادة اسرائيل ومع زعماء اللوبي الصهيوني في بلاده ؟ امريكا ؟ ان تعهده بوقف الاستيطان وبانهاء الصراع الفلسطيني ؟ الاسرائيلي على اساس حل الدولتين ليس بالامر السهل ، وانه يحتاج الى جهود مضنية والى شجاعة غير معهودة في الادارات الامريكية السابقة لكي تحل تعقيدات العملية السلمية وازالة العقبات الكأداء التي زرعتها اسرائيل في طريق عملية السلام؟.

المؤسف جدا ان هيلاري كلينتون عادت لتردد كلام كونداليزا رايس ، وان ادارة اوباما توشك ان تردد كلام ادارة بوش..

ذلك ان ادارة بوش كانت قد طالبت الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل قبل وقف عمليات الاستيطان تسهيلا لاستئناف مفاوضات جدية ومثمرة مع حكومة اولمرت ؟ باراك ؟ ليفني.. وها هي ادارة باراك اوباما عادت لتردد هذا كله.. بطبيعة الحال ان هذا الموقف الامريكي ناجم عن الشعور بتشدد وتعنت حكومة نتنياهو ،وبالمقابل تراخي وتهافت الموقف الفلسطيني والموقف العربي الرسمي الذي ميعته الانقسامات في الصف الفلسطيني وفي الصف العربي..

ومن يدري فقد تكون ادارة اوباما موقنة بانها تستطيع ممارسة الضغوط على الدول العربية لاجبارها على تطبيع علاقاتها مع اسرائيل في كافة المجالات ، والسماح لطائراتها السياحية وحتى المقاتلة بالمرور عبر الاجواء العربية لتنفيذ مهمات مريبة في المنطقة.. وعندما نقول تطبيع العلاقات العربية مع اسرائيل فان ذلك يعني اقامة علاقات اقتصادية وتجارية وثقافية وسياحية ولربما دبلوماسية وسياسية ايضا.. وهذا امر يصعب على الدول العربية تلبيته وتنفيذه..

لا سيما وان اسرائيل ترفض حتى اليوم التجاوب مع دعوة اوباما لوقف عمليات الاستيطان ..

فمبادرة السلام العربية بعجرها وبجرها تؤكد على الانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة قبل التطبيع مع اسرائيل..

فهل يمكن ان يجري العكس؟!!