كلمات في المحبة

المحبة

السعادة والغنى..والصحة والنجاح.. والحب والمحبة.. والاستقرار..كلها من مقومات الحياة ،لكن هذه المقومات لا تجتمع كلها مرة واحدة في حياتنا، ولو كنا نمتلك بعض من هذه المقومات ولا نمتلك بعضها الآخر لا بد وان يسعى الواحد منا للحصول على ما يفتقده منها،لكن لو خيرنا أن نحدد منها فماذا نختار أولا؟ هناك قصة رائعة من قصص الأساطير فيها الموعظة والشرح لمعنى حكمة الاختيار و(حكمة المحبة) وأهميتها في الحياة ،تقول القصة: أن امرأة همت بالخروج من بيتها فوجدت ثلاثة شيوخ لهم لحى بيضاء طويلة جالسين في فناء المنزل ولم تعرفهم، فسألتهم إن كانوا جياعاً أو بحاجة لشيء ، فاستفسروا منها إن كان زوجها موجودا في المنزل فأخبرتهم انه في الخارج فأجابوا: إذن، سننتظر هنا حتى يحضر.

وعندما عاد الزوج أخبرته، فطلب منها أن تذهب وتدعوهم أن يدخلوا فأوضح لها احدهم : لا ندخل مجتمعين ثم أشار لها هذا اسمه الثروة والآخر اسمه النجاح وأنا المحبة ، اذهبي وتناقشي مع زوجك من منا تريدان أن يدخل منزلكم؟ عادت الزوجة لتسال زوجها الذي غمرته السعادة فقال: فلندعو الثروة حتى يمتلئ بيتنا بالثراء فاختلفت معه لأنها تريد أن تدعو النجاح سمعت زوجة ابنهما الحديث فاقترحت أن يدخل المحبة ليمتلئ البيت محبة فوافق الزوجان على رأيها وخرجت السيدة وسألت :أيكم المحبة فليتفضل؟ فنهض المحبة وبدأ يمشي نحو البيت فنهض الاثنان الآخران وتبعاه وهي مندهشة فرد الشيخ على دهشتها قائلا: لو كنت دعوت النجاح أو الثروة لبقيا الاثنان الآخران خارجا ولكنك دعوت المحبة (فأينما توجد المحبة يوجد الثراء والنجاح..!) المحبة بين الناس هي أساس الحياة فالبيت الذي تجد أفراده يتمتعون بالنجاح والاستقرار ابحث فيه عن مصدر المحبة فستجده مبنيا على المحبة..! لا تزدهر مؤسسة ولا شركة ولا دولة إلا بالمحبة.و لو أن هناك مرضا لهانت آلامه ، ولو كانت محنة لخفت وطأتها وزالت بالمحبة ، حتى من شعر يوما بالتعاسة لا يجتازها ولن يتجاوز جراحها إلا بالمحبة ،والفقر أيضا تدعمه القلوب المحبة المؤمنة.

المحبة عطاء..و تضحية وبناء فأينما توجد المحبة توجد الحياة السعيدة والأسرة التي تنعم بالاستقرار بعضهم يقولون: فاقد الشيء لا يعطيه وأقول: فاقد الشيء يعطيه ويعطي أكثر لأنه يسعد بسعادة أحبابه وهو يمنحهم الحب كي يجنبهم الكراهية ومرارة الفشل ولان (المحبة الحقيقية) فعلا لا تعرف الغدر ولا الخيانة ولا الحقد والانتقام ولا الأنانية كالمحبة التي يدعيها بعض الناس :

إذا كان قلبك بركانا فكيف تتوقع أن تزهو الأزهار بين يديك؟

ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه أن ينشد أغنية مع القلوب الفرحة المحبة ناموس الحياة وهي هبة منحنا إياها الله عز وجل:

أحبب تحب فتلق ربك طاهرا

وتعود نفسك للرحيم رضية